لا لإعدام الرهبان.. نعم لإعدام الإخوان!

381


ايه اللي يخلينا (بالذات كمصريين) بأي شكل من الأشكال نكون مؤيدين لحكم الإعدام! 


"ياما في السجن مظاليم" دي للأسف مش مجرد جملة بتتقال في الأفلام، التاريخ والأحداث بتثبت أنه جملة دي تنطبق على نسبة كبيرة من المتهمين والمسجونين.. 

ومش بس ياما في السجن مظاليم، دا ياما في السجن معذبين ومكهربين ومتهانين ومغتصبين ومقهورين.. 


وبذات في الوقت اللي البلد بتمر فيه بأكتر فترة قمع وظلم، وتعتيم للحقائق، وتطبيل اعلامي لا مثيل له.. حتى وصل الحال انه تم الحكم بالإعدام على أكثر من 581 شخص خلال فترة يناير : ديسمبر 2018، لدرجة انه البرلمان الأوربي طالب مصر بتوقف عن تنفيذ أحكام الإعدام. 


التاريخ بيحكي عن نماذج كتير اعترفوا بتهم من الكبائر وهما في الحقيقة معملوهاش بس عشان يترحموا من التعذيب او عشان اتهددوا بأذيه ناس بيحبوهم أو عشان الظابط الي ماسك القضية عايز يقفلها ويخلص فا بيشيليها لأي حد، ولولا الصدف اللي أظهرت برائتهم فيما بعد، مكناش هنعرف قصصهم ونستخدمهم كأمثل لدفاع عن رفضنا لحكم الإعدام، وكانوا هيتعدموا ويموتوا زيهم زيب غيرهم، ومادش كان هيعرف انهم فعلاً أبرياء ومظلومين. 


من أكثر الأمثلة الي لفتت نظري في بوستات الفيسبوك إلى انتشرت الفترة الأخيرة، هو الأب الأسكندراني اللي اعترف بقتل بنته بل وصل الحال انه قام بشرح وتمثيل الجريمة وقال انه قتلها وتخلص من جثتها نهائي، فا طبعاً المحكمة ساعتها طالبت بأقصى عقوبة وهي الأعدام شنقاً، ولكن الراجل جه في المحكمة ورجع في كلامه وقال للقاضي انه اعترف تحت التعذيب وانه مقتلش بنته ولا يعرف عنها حاجة وانه البلاغ المقدم في البداية اصلا كان بلاغ عن غياب البنت وانهم بيدوروا عليها ولولا انه احد الاقراب اتهم الاب بقتل البنت مكنتش النيابة هتحقق معه او هتحط سيناريو القتل في الحسبان.. طبعاً القاضي والمحكمة مهتموش بكلام الراجل ولا بالتعذيب الي حصله، وفي آخر وقت وقبل الحكم النهائي بقليل، ظهرت بنت الراجل في المحكمة وطالعت عايشه اصلاً!

تقدروا تبحثوا عن القضيه بأسم "قضية فتاة اسكندرية" في فترة ما بين 2007:2008


مش بس المحاكم المصرية اللي شهدت قصص تدل على ان ياما في السجن مظاليم، المحاكم الغربية كمان وانحيازاها لأصحاب البشرة البيضاء واعتبارها دائماً أن أصحاب البشرة السمراء أكثر أجراماً من باقي البشر خلق قضايا كتير من الا شيء ب عشان المشتبه فيهم كانوا من أصحاب البشرة السمراء 

في 3 أشخاص قضوا 39 سنه من عمرهم في السجن بس عشان ملقوش حد يتعاطف معاهم والكل صدق انهم مذنبين لمجرد انهم أصحاب بشرة سوداء.. في 1975م ثلاث شبان عايشين في أوهايو في أمريكا، في راجل في منطقتهم اتسرق واتقتل، وطلعت بنت قالت إنها شافت 3 شباب سمر هما اللي اتهجموا علي الراجل، فا قبضوا على ال3 شبان دول بس عشان هما لونهم! وبعدها جه طفل عنده 12 سنه للمحكمة قال على ال3 شبان دول بأسمهم، ومكنش في اي ادله ملموسه تانيه ولا بصمات أو سلاح جريمة او اي حاجة تاني تثبت التهمة على 3 دول غير شهادة طفل عنده 12 سنه! فأتحكم عليهم بالإعدام وبعدين الحكم اتخفف للمؤبد في 1977م، بعدها بسنين كتير في 2014م الطفل الشاهد كبر طبعاً وصيب بمرض خطير ودخل المستشفى واعترف ساعتها لكاهن انه شهد زور وانه في حد اداله الأسماء دي عشان يروح يقولها في المحكمة ساعتها، الكاهن طلع انضف من الشاهد وبلغ السلطات، وتم إعادة المحاكمة بعد 39 سنه اخدوا براءة ال3




في الوقت اللي معظم الناس - والمسيحين بوجهة الأخص- يحتفلون ويهللون لإعدام ال9 متهمين في قضية هشام بركات، رفض وحزن معظمهم لإصدار حكم إعدام الرهبان الذين قاموا بقتل الأنبا ابيفانيوس.. 


في حين انه ال9 دول يعتبروا رقم خمسين تقريباً الي يتم اتهامهم وقتلم في سبيل قضية هشام بركات.. وفي حين أيضاً انه ال9 دول طلعوا قالوا بأعلى صوت انهم اعترفوا تحت تعذيب وتهديد وكهربا، واستنجدوا بالقاضي والعادلة انهم على الاقل يحققوا عن كلامهم، او حتى يشوفوا آثار التعذيب في أجسامهم،  اي فرصه! يمكن يكونوا صح! هي حياة 9 أشخاص متستحقش نضيع يوم او يومين كمان في التحري اكتر حتى لو في 1% فقط شك انهم مظلومين قبل ما نعدمهم! 


ومع أنه سيناريو ال 9 شبان يبدو مثير للعاطفة اكتر الا ان أغلب ناس لم يتعاطفوا مع هؤلاء الشباب بس لأنهم بتعبوا تيار معين(الإخوان)  في حين انه الكل تعاطف مع الرهبان اللي كل الأدلة والروايات بتقول انهم هما الي قاموا بقتل الأنبا ابيفانيوس، ومع ذلك هنعتبر انهم ممكن يكونوا مظلومين (نظراً أننا متفقين انه الإعتراف وحده لا يكفي ل الإدانة) فا ليه الإعتبار والتعاطف دا بيتحط بس للرهبان لكن شباب في منهم لم يتخطى ال 25 عاماً وفي منهم كان مجند في الجيش اصلا وقت حدوث جريمة القتل، ومع ذلك لم ينالوا تعاطف الشعب! 

عشان غالباً احنا بنميل اكتر لتصديق انه المتطرفين والإرهابيين هم دائماً من الاخوان والسلفيين والمسلمين.. زيي ما في الغرب بيميلوا اكتر للتصديق انه السود أكثر عنفاً واجراماً.. 


الحقيقة أننا جميعاً نحمل جزء من الشر بداخلنا، بعضنا لم تأتي له الفرصة بعد، وبعضنا يخاف من العقاب لا أكثر، لكن إذا منحنا يومً واحد لممارسة كل نريد فعله بدون قانون او سجون أو عقوبات، اعتقد انه لن يتبقي مننا أحد وسيقوم الجميع بقتل بعضهم بعضاً.. 


لذلك فإن الرهبان غير معصومين من الخطأ ولكن هذا لا يعني انه يوجد حتى ولو 1% أنهم مظلومين ومن أجل هذا ال 1% نطالب بإلغاء عقوبة الإعدام.. 

من أجل كل المظلومين والمعذبين داخل السجون، الي ملهمش ضهر والمهمشين والمجهولين والمقهورين، من أجل كل هؤلاء نرفض حكم الإعدام، لأنه في بلدنا دي بذات مفيش حد بيتحكم عليه بأي عقوبة إلا وأن كان غالباً لم ينال تحقيقات عادلة نهائي.

تسجيل الايميل

شارك وفكر معانا وابعت تدوينتك