عزيزي الله.. أين أنت؟

336


"أبانا الذي في السما 

أنت على راسي إنما 

عندي كلام 

في كم سؤال بـ هالعمر 

اجتمعوا براسي من القهر والانهزام" 


كلما أستمع إلى أغنية "أبانا الذي في السما" للفنان خالد الهبر، أجد أسئلته العشرة التي وجهها إلى الله مشروعة، وأجد نفسي أحاول أن أبحث عن إجابة بعيدا عن "حكمة ربنا كدا.. ربنا عاوز كدا"، لكني لا أجد، فأتوجه بسؤال إلى الله، أين أنت؟


كل 10 دقائق يموت طفل جوعا في اليمن، بحسب جيرت كابيلاري المدير الإقليمي لليونيسف لمنطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، لماذا يا الله يموت هؤلاء الأطفال، أي ذنب اقترفوا؟ وبأي ذنب قتلوا؟ هل تضرب الظالمين بالظالمين بأن يموت الأطفال؟، حقا لا أجد إجابة، ولا أجد مبررا لهذا، إن هناك كان ظالمين وطامعين في السلطة فلماذا لا تنتقم منهم ويموتون هم؟ لماذا الأطفال يا الله؟


في دراسة نشرتها مجلة "ذي لانست" الطبية، تقول إن 5 ملايين طفل ماتوا في إفريقيا، في الفترة بين عامي 1995 و2015، بسبب النزاعات المسلحة والأمراض والجوع الناتج عن النزاعات، ومن بين الـ5 ملايين 3 ملايين رضيع أقل من عام، هذا العدد يا الله هو أكبر بـ3 مرات من الذين قتلوا في النزاع بشكل مباشر، أي ابتلاء هذا أن يموت طفل لم يخطو خطوته الأولى في الحياة؟ ولماذا المستببون في النزاعات لا يموتون؟ هل هكذا تعذبهم بأن تطيل أعمار الظالمين فيظل الأطفال يموتون؟


"كيف العدالة تنعدم 

والحرية ابتنحرم؟"

رابط الأغنية

لماذا يا الله يموت الأطفال في الدول الفقيرة "النامية" بمعدلات أكبر من غيرها؟ في إفريقي وحدها نصف الأطفال الذين يموتون سنويا، أين العدالة؟ هل لأنهم فقراء فلا يملكون ثمن الغذاء الصحي والعلاج إذا مرضوا؟ هل لأنه ليس بإمكانهم الحصول علي مياه نظيفة؟ إذا لماذا سمحت لحكام لا يوفرون الطعام والشراب بالبقاء والاستمرار؟ من تعاقب؟ تعاقب الحكام الظالمين بأن تجعل مدد حكمهم تطول فيعيثون في الأرض فسادا؟


أفغانستان، كولومبيا، اليمن، الكونغو الديمقراطية، فيتنام، العراق، ليبيا، ميانمار، ويرها، لماذا يا الله تسمح للجماعات المسلحة في هذه الدول أن تقتل الأطفال وتشوههم، وتغتضبهم، وتجندهم، وتستخدم مدارسهم كمأوى لها، وتمنع عنهم وصول المساعدات الغذائية، حتى المستشفيات يهدمونها حتى لا يجد هؤلاء الصغار مكانا يعالجون فيه آلامهم؟


218 مليون طفل لا تتعدى أعمارهم 15 عاما، يعملون في مهن مختلفة، معظمها أعمال زراعية، فقط لأنهم فقراء، لماذا يا الله تعاقبهم على فقرهم وتكافئ الظالمين بالاستمرار في هذه الحياة؟ هذا عبث


"ليش الفتك فينا حلال

فكرلي في هذا السؤال؟"


ناهيك يا الله عن الأطفال، فنحن لدينا آلاف المعتقلين خلف قضبان السجون، فقط لأنهم عبروا عن آرائهم ووقفوا في وجه سلطان جائر، إنهم لم يخشوا فيك لوة لائم، هكذا تكافئهم؟ بأن يلقيهم السلطان الجائر خلف القضبان ويعذبهم ويمنع عنهم حتى الدواء، أقل حقوقهم كبشر، أين أنت من كل هذا؟ وأين رحمتك في الأرض؟ آسفة لكني لم أراها حتى الآن.


"أخيرا ليس آخرا 

ما يطلع حكيي نافرا 

لا تعترني كافرا

أطّلع فيّ يا أبي 

ساعدني أخطي يا أبي 

عليك السلام

أبانا الذي في السما 

هذا حرام"


يا الله لم أقصد من كل هذا أن أقول لك إنني كفرت بك أو فقدت إيماني، ولكني أريد إجابة، أريد أن أعرف لماذا يقتل الأبرياء ويعيش المذنبون؟ لماذا هناك فقراء يموتون بسبب فقرهم وهناك أغنياء يطول ظلمهم في الأرض؟ أريدك أن تتخذ موقفا تجاه الظالمين فنشعر ولو قليلا أننا أُنصفنا.\

تسجيل الايميل

شارك وفكر معانا وابعت تدوينتك