النيو - ناصريزم .. ماذا تبقى من دولة يوليو ؟؟

176

‏لو حبينا نشوف ايه اللي اتحقق من المطالب ال6  او اهداف انقلاب /حركة الضباط/الحركة المباركة في 23 يوليو 1952.

باعتبار انها لسه نفس جمهورية يوليو ولم تتغير قواعد الحكم من ساعتها حتي اليوم.

في عهد السادات ومبارك ثم مرسي. كانت نفس قواعد وأسس دولة يوليو هي اللي بتحكم وكانت التغييرات طفيفة.



 1-القضاء علي الاقطاع.

.لكن هل تم القضاء علي الاقطاع فعلا؟ أم ارتدى بزة عسكرية؟

هل اختفت الطبقة الاقطاعية التي كانت تحصل علي امتيازات واعفاءات غير متوفرة للآخرين، أم قامت طبقة اخرى بالاستيلاء علي تلك الامتيازات واحتكارها لانفسهم بإسم الوطنية والأمن القومي وانهم هم الأجد والأقدر علي إدارة واحتكار كل شىء؟



 ‏2-القضاء علي الاستعمار وأعوانه.

 .. هل تم ذلك فعلا؟ أم هناك استعمار جديد واشكال أخرى من الاستعمار لا تقل شراهة عن الاستعمار العسكرى.

تحررنا عسكريا من الاستعمار البريطاني الذي كان ينتهي ويتآكل بالفعل بفعل تآكل  وانهيار الامبراطورية البريطانية وقتها. 

ولكن الاستعمار أصبح الان شركات متعددة الجنسيات واحتكار للثروات واستغلال للطاقات.

ولكن ماذا عن الاملاءات والتحكمات السعودية... هل يمكن اعتبارها نوع من انواع الاستعمار؟



 ‏3- القضاء علي تحكم رأس المال في السلطة .


يمكن تم القضاء علي الرأسمالية الاستغلالية لكن كمان تم تطفيش رأس المال الوطني ومصادرة  اموال وإرهاب رجال الصناعة اللي بجد وقتها وسط حمي التأميم.

لكن دلوقتي وبعد كل التغيرات هل فعلا تم القضاء علي تحكم رأس المال في السلطة؟ في الانتخابات؟ في الاعلام؟ في دوائر صنع القرار؟. أم زاد وأصبح اكثر توحشا؟


 ‏4- تحقيق العدالة الاجتماعية... ربما كان هذا هو الانجاز الوحيد الذي تحقق(لفترة محدودة).ولكن يجب دراسة لماذا تحولنا الان للنيوليبرالية الجشعة؟

في العهد الناصرى تم تحقيق عدالة اجتماعية علي حساب الحريات وحقوق الانسان.

وتم التراجع عن  تلك الامتيازات تدريجيا ابتداء من عهد السادات .

لكن النظام الحالي الذي يعتبر امتداد لدولة يوليو شايفين ان العدالة الاجتماعية خطيئة. وان الحل هو ان كل واحد يتعلم ويتعالج وياكل ويشرب ويلبس ويركب مواصلات علي حسابه. واللي ماعهوش مايلزموش.


 ‏5- اقامة حياة ديمقراطية سليمة. 

المشكلة الاكبر إن كل رئيس من وقتها حتي اليوم زعم -وقد يكون مقتنع- ان عهده هو ازهي عصور الديمقراطية في العالم.

عبدالناصر كان شايف ان الشمولية و الحزب الواحد هو أسمي  انواع الديمقراطية. وان الاحزاب والانتخابات دى نموذج غربي استماري مالناش دعوة بيه.

أسس لجمهوريةالخوف اللي استمرت حتي اليوم رغم التغيرات الشكلية اللي حصلت بعده زي الديمقراطية أم انياب أو الصندوقراطية قبل وبعد ثورة يناير.


 ‏6-إقامة جيش وطني قوي. 

جيشنا قوي.  اكيد شئ نفخر به.. دا الجيش المصرى اللي اقاربنا واهالينا فيه. ودا الجيش اللي بيحمينا. او هكذا يفترض

.

اعتراضنا علي الحكم العسكرى - اللي بدأ من 52 او ممكن نقول من 54 عندما رفض فريق عبدالناصر العودة للثكنات وقاموا بالانقلاب علي الرئيس محمد نجيب - مش معناه اننا ضد الجيش ، بالعكس. دا خوف علي الجيش من التورط في السياسة اللي هاتخلي عرضة للانتقادات والسخرية والتقييم السياسي كأي فصيل سياسي يحكم.

جيش قوي نتمني ان يكون دوره حمايتنا وحماية الحدود والحرب علي الارهاب فقط كأي جيش محترف في دولة قوية متقدمة.

وليس الانخراط في السياسة والتجارة وكل شىء بيحصل في مصر.

جيشنا قوي وعايزينه قوي ضد اعداء الوطن.

بس احنا مش اعداء الوطن.


 ويجب التذكير أنه قبل هزيمة67 كنا الجيش الاقوي في المنطقة،وكنا نتفوق في التسليح علي اسرائيل، هل درسنا لماذا هُزمنا؟

الدراسات والكتابات المسكوت عنها بتقول ان الهزيمة كانت بسبب لقمع وإرهاب أي صوت وكانت بسبب الظلم والافترا.

الهزيمة كانت بسبب تدخ الجيش في كل شىء.

بسبب الامتيازات غير اامحدودة وغياب الشفافية وغياب المكاشفة والمحاسبة. 

بسبب سوء الادارة واحتكار السلطة وتغييب الشعب.



بعد 65 عام من يوليو52. بقي عندنا نظام بنفس قواعد دولة يوليو والعهد الناصري. اكيد بدون حريات وبدون ديمقراطية. ..  لكن كمان بدون عدالة اجتماعية.

يطبق أبشع صور النيوليبرالية .ويفخر بالعلاقات الدافئة مع اسرائيل ويعتبر الولايات المتحدة أهم صديق وحليف .وإن كان يحاول الايحاء بعكس ذلك عن طريق الإعلام الشعبوي.

إنها  "النيو-ناصريزم". 

تسجيل الايميل

شارك وفكر معانا وابعت تدوينتك