سور مجرى العيون .. صرخة حجر

538

هو سور أثرى أنشأه صلاح الدين الأيوبى لنقل المياه من نهر النيل إلى قلعته المشهورة بالقاهرة وهو بذلك يمتد من فم الخليج حتى القلعة ورغم مرور مئات السنين على إنشائه إلا أنه قد كان لضمير من بنوه فعل السحر فى صموده طيلة هذا الوقت الطويل أمام كافة أشكال الإنتهاكات التى وقعت بحقه ممن لا يقدرون للآثار حقها.

فقد ابتلاه الله بمن جعلوه مقلباً للقمامة وكذلك لبقايا بناء المبانى ( الردش ) ليس ذلك فحسب وإنما أيضاً كانت لصناعة الجلود - العشوائية - النصيب الأكبر فى إيذائه حيث يتم تنفيذها بجواره وما بها من روائح كريهة ومواد كيميائية تلتصق بأحجار السور حتى تتلاشى كما تم عمل مقاهى بجوار السور وبداخله ويتم أيضاً حرق القمامة بجواره فاسودت الأحجار فضلاً عن تحويله لاسطبل للحيوانات.

ورغم أنه كان قد تم البدأ فى عمل ترميمات عاجلة للسور فى التسعينات بعد أن مال من جراء هذه الإنتهاكات البشعة وأوشك على الإنهيار إلا أن عدم توافر المال بالشكل الكافى لمتطلبات ترميم السور أدى لتوقف الأعمال وضياع ما صرف عليه هباءاً منثوراً حيث كان يتطلب هذا الأمر أولاً إزالة العشوائيات الموجودة بجوار السور والتى تم إنشائها منذ عشرات السنين من بيوت ومصانع جلود ونقل سكان هذه العشوائيات والعاملين فيها إلى مدينة بدر حيث تم بناء بيوت ومصانع بديلة لهم ولكن بشكل راقٍ بدل الشكل العشوائى الحالى ثم يتم البدأ فى ترميم السور - مع إمكانية الإستعانة برجال الأعمال والمتبرعين والمنظمات الدلية المهتمة بالتراث الإنسانى مثل اليونسكو للمساعدة فى تحمل التكلفة العالية ليس لهذا الأثر فقط وإنما لكافة الآثار التى تذخر بها مصر وتحتاج لترميم - وذلك من أجل ضمان ألا يتعرض السور لانتهاكات جديدة ممن سبق وأن انتهكوا حرمته. 

ورغم أنه قد بدأ مؤخراً إزالة هذه العشوائيات إلا أن الأعمال تتم ببطئ شديد ينذر بانتهائها بعد عشرات السنين فى الوقت الذى لا تزال الإنتهاكات ضد السور سارية ويمكن أن يسقط فى أى وقت والآثار - وهى جزء من شخصية مصر - إذا ضاعت لن تعود مرة أخرى. 


تسجيل الايميل

شارك وفكر معانا وابعت تدوينتك