ليس من سمع كمن رأى .. عن "عمرة رمضان" أتحدث

234

تشرفت بفضل الله فى الأسابيع الماضية بأداء سنة العمرة - من الله على الجميع بها - لأرى المسجد الحرام والمسجد النبوى بعينى على الطبيعة بعدما كنت أراهما على شاشات التليفزيون فقط وهنا صارت الرؤية مختلفة بعد العودة فكلما رأيت مكاناً هناك قلت فيه كنت أسير أو أصلى أو أقرأ القرآن وفيه كنت أرى أناس من جنسيات مختلفة ولغات مختلفة لا نفهم بعضنا البعض لكن ما يجمعنا هو الإسلام وحب زيارة أقدس أماكن فى الإسلام وأحبها عند الله الكعبة والمسجد النبوى وكلنا أمل أن يتقبل الله العمرة ويغفر الله لنا ذنوبا التى تنوء الجبال بحملها.

سافرت على متن الطيران السعودى وهو طيران راق طائرات وقيادة وخدمة وبالطبع لا أستطيع أن أقارنه بالطيران المصرى لأننى لم أجربه من قبل فهذه هى المرة الأولى التى أسافر فيها خارج مصر طيلة حياتى.

مطار جدة متواضع جداً وأسوأ ما فيه دورات المياه التى تملؤها المياه ولا تستطيع أن تاخذ راحتك فيها بعد عناء سفر طويل رغم أنه واجهة السعودية أمام الأجانب القادمين إليها أضف إلى ذلك الإصرار على أخذ بصمة العين واليدين لكبار السن وهو ما يؤدى إلى طول انتظارهم وهم لا يقدرون على ذلك.

أما عن الفنادق فمستواها فى المدينة أرقى بكثير والخدمة أفضل بمراح ليس ذلك فحسب وإنما فى المدينة نفسها تشعر بالراحة أكثر من مكة وخدمة الإنترت أفضل فى المدينه حيث تستطيع الإتصال بالإنترنت وأنت جالس فى غرفتك أما فى مكة فأنت مضطر للنزول بين الحين والآخر للدور الأرضى لاستخدامه وسط عدد غفير من جيران مثلك فى نفس الفندق ويزداد هذا الإزدحام إذا ما كان هناك وفد جديد قد قدم أو فى طريقه للرحيل.

لا تستطيع أن تشرب من مياه الصنابير لذا فإما أن تشرب من مياه زمزم إن كنت قريباً من المسجد النبوى أو المسجد الحرام وإما أن تشترى مياه معدنيه ستكلفك الكثير لاسيما مع شدة حر الصيف فى السعوديه بالإضافة لارتفاع سعر الريال فى مقابل الجنيه المصرى.

مازال هناك الكثيرون ممن يصرون على التحامل بأجسادهم على غيرهم ممن لا يتحملون هذه القوة الجسمانية إما خوفاً من الإبتعاد عن رفقائهم وسط هذا العدد الضخم من المعتمرين وكبر مساحة المسجد الحرام وتعدد أبوابه المشابهة لبعضها البعض وإما من أجل تقبيل الحجر الأسود رغم أنه لا يلزم هذا العراك والتزاحم من أجله وإنما يكفى الإشارة إليه من بعيد وكذلك يفعلون أيضاً عند مقام إبراهيم.

أجرة سائقى التاكسى كبيرة وفيها استغلال بالمقارنة بالمسافات التى يقطعونها لا سيما إذا كان الراكب يستقلها من المسجد إلى فندق قريب منه.

طول المسافة بين مكة والمدينة يشكل عامل إرهاق كبير على المعتمرين حيث أن السفر بالسيارات السوبر جيت يستغرق ساعات طوال رغم كثرة الإستراحات طوال الطريق والمشكلة أن الطيران بين المدينتين إذا كان متاحاً فإنه سيزيد من التكلفة على المعتمرين والتى هى فى الأساس عالية بالإضافة إلى استخدام سائقين من دول شرق آسيا وهم لا يعرفون العربية أو الإنجليزية لذا لا يمكن التفاهم معهم وقت الحاجة.

كنت أعتقد أننى سأكتب الكثير عن تفاصيل العمرة ذاتها لكن الكلام يقف فى حلقى ولا يتجاوزه ربما لأن الحديث فى هذا الأمر يخص شيئ أكبر مما تدركه العقول وتعبر عنه الكلمات لكن يكفينى شرف المحاولة.


تسجيل الايميل

شارك وفكر معانا وابعت تدوينتك