الاستقلال بين الحرية والانحلال

258

القاهرة ، الحلم الذى يراود مخيلة الكثير من ابناء المحافظات ولاسيما الارياف ، فقضية استقلال وخاصة للمرأة ليست حالة فردية وايضا لم تتجاوز بعد حد الظاهرة ولكن يجب علينا الاعتراف بخطورتها فتبدأ اولى مراحل الاستقلال والبعد عن بيت الأهل من فترة الجامعة وخصوصا اذا جاءت الجامعة بمحافظة غير التى تقطنها ويرحب بها الاهالى بكل سعة وسرور فتعتاد الفتاة على الحرية والتحرك كيفما شاءت ..

اما من لم يسعهم الحظ بمرحلة الجامعة وتاخر سن الزواج وتعرضت لضغوط من البيت والمحيط الاجتماعى اتخرتى ليه فالجواز ..

هنفرح بيكى امتى الى اخر ذلك من الاحباطات التى تلقى الاثر السىء بنفسها دون احساس مما حولها وتضيق الخناق عليها بالخروج والدخول واللبس والعمل . فتلجا للتفكير بالاستقلال ، اول ما تفكر به هو الاستقلال المادى فتعمل وتعمل من اجل تحقيق هدفها فالبعض اول ما يتوفر لديه المال والعمل تهرب وتعيش بمفردها ومن هنا تبدأ الحدوتة ..

فقد نجد من ينجح ويحافظ على الحدود التى يرسمها لنفسه بنفسه ويتحمل مسئولية الصورة التى يضعها المجتمع لها من كون فتاة تعيش بمفردها او حتى لمجموعة فتيات يعيشون معا .

وقد نجد النسبة الاكبر ممن قد تعرضوا لكبت وضغوط اسرية ينفجروا ويتجهوا لتحقيق وهم الحرية المغلوطة بالسهر والفسح والتدخين والكحوليات ومرافقة الشباب وقبل كل هذا خلع الحجاب الظاهرة التى انتشرت خلال الاعوام السابقة وخاصة بين من جاءوا من المحافظات الاخرى الى القاهرة التى حقا هى قاهرة للنفوس وللبشر .. وهناك القلة مما ينجحن ويعملن ويتعلمن أيضا او يستكملن تعليمهن ..

ويراود الكثير منهم شبح الوحدة ولكنهم يقولوا مر الوحدة ولا سيطرة وتحكم الاهل .

الخوف من المجهول ولا زيجة رغما عنهن .. فشل الاستقلال مرة ولا الجمود خوفا من التجربة ..

ولا يخفى علىى الكثير أن السبب الاساسي فى انتشار تلك الحالات هى العادات والتقاليد المغلوطة عن المرأة ورجمها بالباطل ان تكلمت او فكرت او حاولت الخروج عن دور الزوجة والام تحت سيطرة الكائن الذكرى ، وحتى داخل الاسرة الواحدة نجد التفرقة بين الابناء من الولاد والبنات ، فالولد له الحق فالسهر والرجوع متاخرا والسفر مع الاصدقاء وفعل كل ما يحلو به ، اما الفتاة ملهاش غير المطبخ وتخرج من بيت ابوها على بيت العدل . علينا اعادة تصحيح المسميات . اعادة هيكلة مفاهيم المجتمع وخاصة الاسرة . تصحيح معتقد الفتيات عن مفهوم الحرية والاستقلال .

تعليم الرجل بأن المرأة كائن مثله تماما وان الحياة ينهما مشاركة واحتواء وتعاون وليس حلبة مصارعة من الاقوى ومن سيفوز على الار ، المرأة هى المجتمع هى عمود الاسرة هى سر الحياة .

تسجيل الايميل

شارك وفكر معانا وابعت تدوينتك