في ثورة 25يناير .. لقيت نصي التاني

598

مفيش حاجه ممكن تتقال عن يناير متقالتش.. ورغم كل اللى إتقال لسه فى ياما حكايات متحكتش..


حكايه لا واضح لها بداية ولا تعرف لها نهاية...  بس الأكيد إنها حكاية تستحق تتعاش وتستحق نموت لها ..حكاية لسه جوانا والأهم إننا لسه هناك فيها فى أول صف.. مرجعناش.. 


انا مش هحاول أحكي  ولا ارجع لذكرياتنا ..  النهاردة انا حابه احك عن إزاي يناير غيرني ، وقدسية الثورة طهرتني من كل شر..


فى الأول قبل ما الأوان يجي وقبل الثورة ما تقوم كان دايما فى جزء جوايا محجوب ، حاجه كده ممنوعة من العرض ، مرغوبة ومش عارفه ايه هي ، نص كامل ناقص..  مضلم.. ومن يوم ما شوفت أول شهيد ع الارض.. دمه بعث النور للجزء المحجوب فيا..  وشوفت.


فى ناس كتير عارفه أنا اقصد إيه ، لأنها هي كمان لقت نصها التانى فى الثورة ، وبقت حرفيا شريك حياتنا من يومها ، تلاقيك كل ما تتكلم تقسم حياتك نصين بكل أحداثها..  تقول ده كان قبل الثورة..  لكن ده متأكد كان بعدها...  حاجه كده زي ما تقول قبل الجواز وبعد الجواز..  لكن احنا بالنسبة لنا الثورةبس... أما اللى قبلها واللى بعدها شبه بعضه ، مفيهوش فرق ، هو أحنا عيشنا غير فترة ٢٥ يناير ؟!  مظنش ... 


قولتلكم قبل ما يخدنى الكلام إن يناير غيرتنى ، بقدسيتها ، فعلا الثورة كانت فى فعل النبوة رسالة مقدسة نورت أرواحنا وطهرتنا ، قبل الثورة مكنتش قادرة أحترم "الآخر" بإختلافه..  سواء إختلاف عقائدي او سياسي او ميل جنسي...  كنت برتاح لسياسة القطيع واللى معايا فى طريقي لازم يكون شبهي ، أبيض او أسود ، ممسكة بالجمر والكلام الجامد ده...  ولما نورت الثورة بقايا روحي عرفت إن كلنا بالنسبة لمجموعة ما  "آخر" وان الأولى بالإحترام هو الإنسان نفسه مش لونه ولا جنسه او دينه..  وان الانسانيه اهم من الدينية للعموم ..  وان الحياة ألوان وأجمل ما فيها الإختلاف... وان انت حُر ما لم تضر..  

t's simple ! 


قبل ما أشم ريحة الحرية اللى كانت ماليه شوارعنا بعد ليلة الدم الأولى ، وأول ما الشمس طلعت وبلدنا حرة ،  الشمس ضيها كان جوا منى معدى ، نور زوايا العقل وضواحيه وقدرت افهم ان العلم اشكال وأنواع وان لازم افهم لجل ما أحيا واكون انسان ، وإن مش بالحناجر بس تتبنى الأمم ، ولا بالعمم والجلابيب القيم ولا يلزمنا السلاح فى المدن ، اما الإيمان بالقلوب خاصص ،و السلاح ع الحدود واجب والعلوم فى العقول خلاص.. 

إتعلمت أقول يمكن وإحتمال ، واتعلم النسبية وإحترام المحاولة مهما بانت فى البداية معتمة ، ومفقدش الأمل تقيد النار م الرماد أبدا. 

فى يناير ، دربت نفسي على إحترام حرية الآخر ، أتعلمت المشاركة وحب الخير ، أتدربت على العمل السياسي وعلومه..  ويدأت أقرأ بتوسع وبقت دايما يناير دعامة زي العمود الفقري كده بس لروحي ، لو مالت تعدلها. 

اتعلمت وأهم ما اتعلمت بعد الحذر ، اتعلمت الصبر وان مهما اتغلبنا فى الخواتيم فإحنا فى قلب المعركة بننتصر..  وإن العبرة مش بالنهاية.. العبرة فى الرحلة..  وكلنا لسّه فى الرحلة..  كلنا لسّه هناك محدش رجع.

تسجيل الايميل

شارك وفكر معانا وابعت تدوينتك