بعد الحلم.....8 سنوات من العجاف

405

 

" عيش... حرية...عدالة إجتماعية" سنوات مضت، ولازال ذلك شعار ينبض في قلب شباب الثورة، تغيرت الأحوال والأحلام  وانحصرت في مواقع التواصل الإجتماعي، التي تضج بالذكريات الحالمة مع كل ذكرى.

اذا طبقنا تحدي الثماني سنوات على الوضع في مصر بين ٢٥ يناير ٢٠١١ و ٢٥ يناير ٢٠١٩ ، سنجد اختلافات بالجملة بين أوضاع المصريين لحظة الثورة على مبارك ، وذكرى الاحتفال بالثورة الأن.

8 سنوات شهدت خلالهم مصر صراعات وأحداث سياسية ملتهبة، بين قوانين صارمة تقيد الحريات والحقوق وملاحقات أمنية أطاحت برموز ثورة يناير وشبابها، وإجراءات اقتصادية وسياسية قاسية، أعادت عقارب الساعة إلى الخلف ليعود الوضع في مصر إلى نقطة الصفر بل أسوء مما كان عليه.

ورغم كل محاولات السلطة لتجميل القبيح في الوضع الحالي، لكن لا صوت يعلو فوق صوت الحقيقة، وخلال السطور القادمة سنرصد ما آلت إليه مصر بعد 8 سنوات من ثورة يناير.

- تم إنشاء 20 سجنًا جديدًا منذ ثورة يناير، 17 منها في عهد الرئيس عبد الفتاح السيسي فقط ، ليصبح عدد السجون في مصر 63 سجن..... المصدر " الشبكة العربية لحقوق الإنسان".

 - حجبت الحكمة المصرية ما لا يقل عن 500 موقع إلكتروني، من بينها مواقع صحف مستقلة، مثل "مدى مصر"، ومنظمات لحقوق الإنسان.

بالإضافة إلى تحكم الدولة في الاعلام بعد أن قامت بتأسيس وشراء أغلب وسائل الإعلام العاملة في السوق المصري وتولت التضييق على المستقلين عبر المجلس الأعلى للاعلام ، وهو ما يختلف تماما عن سابقه في ٢٥ يناير ٢٠١١ ، حيث كانت هناك العديد من وسائل الإعلام المستقلة ، ولم تقم الدولة بحجب أي مواقع على الاطلاق .

- ما يقرب من 60 ألف معتقل سياسي داخل السجون خلال السنوات التي أعقبت الثورة ، بينما انحسرت الاعتقالات في يناير ٢٠١١ بين بعض المنتمين للتيار الإسلامي لا يتعد عددهم العشرات.

كما أن التوسع في الحبس الاحتياطي باستخدامه معقولة ، فلم يكن مستخدم أبدا بهذا الشكل الواسع في ٢٠١١ ، مما زاد عدد المعتقلين لعشرات الألاف في قضايا الرأي ومحاكم أمن الدولة العليا طوارئ.

- شطب 6 ملايين من بطاقة التمويين للمصرين منذ بدأ اجراءات الغاء الدعم .. المصدر وزارة المالية.

-  5ملايين فرد سقطوا تحت خط الفقر خلال ثلاث سنوات فقط (2015-2018)، وبلغت نسبة المواطنين تحت خط الفقر 27.8%  وفقًا لتقديرات أولية للجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء.

- تخفيض دعم الطاقة أكثر م مرة منذ 2014، وارتفاع سعر الوقود بنسبة وصلت إلى 50%.... المصدر الحكومة المصية.

- رفع رسوم جميع الخدمات التي تقدمها الدولة من مترو ومواصلات عامة وخدمات مرورية ومدنية وغيرها... المصدر الحكومة المصرية.

- انهيار الجنيه بنحو 110% أمام الدولار بعد تعويم قرار تعوديم الجنية المصري.... المصدر " البنك المركزي المصري".

- لازالت نسبة البطالة مرتفعة، إذ بلغت نحو 10% بين الشباب .... المصدر " الجهاز المركزي للاحصاء".

- وصل العجز التجاري لمصر إلى 37 مليار دولار خلال عام 2018 فقط... وزارة المالية المصرية.

- ارتفاع أرصدة الدين العام المحلى إلى 3.695 تريليون جنيه المصدر " البنك المركزي المصري".

- قمع الحريات ومصادرة المجال العام من خلال عدة قوانين منها " قانون التظاهر، و قانون الارهاب، وقانون الجرائم الإلكترونية".

- استهداف المجال العام بالتضيق على الجمعيات الأهلية ... المصدر " هيومن رايتس ووتش".

- أصبحت جميع وسائل الإعلام المستقلة والصحافيين في مصر  معرضون للاتهام بالإرهاب، وجاءت مصر في الترتيب " 161" في حرية الصحافة المصدر " مراسلون بلا حدود".

- مصر من بين أسوأ 10 دول في حقوق المرأة .... المصدردراسة حقوقية.

- براءة  الرئيس المعزول حسني مبارك ووزير داخليته حبيب العادلي، ورموز النظام السابق.

- الحكم المشدد على عدد من رموز ثورة ناير وشبابها وعلى رأسهم الناشط السياسي أحمد دومة الذي حكم عليه بالسجن امشدد 15 عاماً و6 مليون جنيه غرامة على خلفية أحداث مجلس الوزراء الذي أعقب ثورة يناير.

- هروب عدد من الشباب الملاحقيين أمنياً  والمحكوم عليهم في عدة قضايا خارج البلاد منذ ثورة يناير حتى الأن.

- عودة زوار الفجر وظهور الإختفاء القسري في مصر ، وكان أخرهم عضو ائتلاف شباب الثورة السباق مصطفى النجار، وكشف عضو بالمجلس القومي لحقوق الإنسان عن استقبلاهم لـــ 700 بلاغ عن حالات اختفاء قسري... " المصدر المجلس القومي لحقوق الإنسان".

- تزايد حالات القتل خارج إطار القانون " التصفية الجسدية" ، ورغم غاب الإحصائيات عن المشهد، إلا إن أخر احصائية عام 2017 أكد قتل ما يقرب من 200 شخص خارج الأطر القانونية... وفقا لمنظمة النديم.

- تم تنفيذ 46 حكم إعدام، فيما أصدرت محكمة النقض ومحكمة الطعون العسكرية أحكاما نهائية واجبة التنفيذ بإعدام ما لا يقل عن 51 شخصًا، 37 منهم في قضايا سياسية، ليرتفع بهذه الأحكام النهائية عدد الأشخاص المنتظرين تنفيذ إعدامهم في أي وقت في هذا النوع من القضايا منذ 2013 إلى 65 شخصًا.... المصدر الجبهة المصرية لحقوق الإنسان


وهناك منجزات تغيرت بعد ٢٥ يناير ٢٠١١ ولكنها عادت مرة أخرى ، فحالة الطوارئ رغم حصرها في الدستور بستة أشهر ، إلا أنها مطبقة منذ أكثر من ٥ سنوات ، بالإضافة إلى التعذيب في أقسام الشرطة ، وغياب الشفافية.

ورغم كل ما ذكر من تحولات للأسوأ خلال السنوات الماضية ، إلا أن هناك تغيرات إيجابية طرأت على المجتمع المصري ، فقد زاد الاهتمام بالشأن العام ، ومواقع السوشيال ميديا منحت المصريين تواصل كبير فيما بينهم ، وخلقت مساحات أكبر للتعبير عن الرأي رغم ما يحمله ذلك من خطورة ، بالإضافة إلى فتح قضايا اجتماعية ظلت محرمة لسنوات ، كالتحرش والمثلية الجنسية ، وحق البنات في الاستقلال.

تسجيل الايميل

شارك وفكر معانا وابعت تدوينتك