فواتير الطلاق .. المحطة الأيرة

397

.اليوم عطله رسميه للجميع ، بالعام الماضي  التقيتها هي تلك الفتاه ذات الاربع والعشرون عام  ، بكل عام بذات اليوم منذ ان صرنا اصدقاء ونحن نلتقي بنفس اليوم  ، وكلا منا يحمل بجعبته حكايه جديده تضاف الي سجل حكاياتنا ولكن مع كل لقاء نجد ان الاعوام الاخيره من حياتنا تحمل في طياتها الكثير والكثير من الدراما .

بالعام الاول من لقائنا كنا نستعد لزفافها والعام الثاني نستقبل مولدتها وعامنا الثالث نستعد لاجراءات طلاقها وعامنا الرابع نتحدث عن حياتها بعد الطلاق.

لن اغوص بحكايتي هذه المره فالغالب ان جزء من حكايتي تعيشه هي بعد ان جلسنا نصطنع الكثير من الضحك الغير مبرر عن ديكور الكافيه القريب من النيل وعن ما اذا كان التدخين للفتيات عيب ام حرام ام اننا لا نخشي الله بقدر خوفنا من كلمات ونظرات البعض لنا ووصمنا بتلك النظره التي تعني انكي غادرتي فئه المحترمات وانضممتي لفئه الشمال.

ضحكت بصوت مرتفع وقلت لها لقد كبرنا بحيث لم يعد لكلمات الناس لنا ثقل ضحكت هي بدورها وقالت انتي لازلتى علي الشاطئ ولكني غصت وعلمت ان فواتير الطلاق تظل تدفعها المطلقه طيله الوقت ها انا ازين يدي بخاتم من الذهب الزائف كحياتي لاقنع من حولي بالعمل اني منفصله ولست مطلقه .

منفصله تعني انك لازلت علي عصمة رجل ولا يهم ان كان رجل او مجرد ذكر ولكن مطلقه تعني ان باخلاقك عيب ما او انك غير امينه لابد ان يكون السبب اخلاقي او مرضي ويجب ان تكون العله بك انتي وكأن الرجال رفعت عنها الاقلام لا تعاب حتي وان كانوا لا يصلحوا للزواج بالاساس .

وعقبت كلماتها ضحكه ممزوجه بالمرار واكملت قولها اشعر بان مراحل حياتي قد انتهت كلها مره واحده تزوت وانجبت وتطلقت وها انا اجد حالي مطلقه بالرابعه والعشرون تحمل طفل علي يدها لا يعلم ما سوف يلاقيه في مستقبله .

احيانا اشعر وكأن طفلي هذا رغم انه لم يكمل سوا عاما واحدا يحدثني باستهجان لما جئتي بي الي هذا العالم لادفع معك فواتير طلاقك وفشلك .

أتدرى اني اهرب من لقائنا لاني لا اجيد وضع الاقنعه معك لقد تعبت من دفع تلك الفواتير رغم اني لازلت بالبداية .

أتعلمي رغم اني اعمل باحدي المدارس الخاصه التي ينعم بعض مريديها بالثراء نوعا ما الا ان الثراء لم يطل عقولهم احدي طالباتي والدتها قررت ان تنقلها من صفي لعلمها اني مطلقة.

فتركت المدرسه بعد أن أصبح اي تعامل بيني وبين أى ذكر من العاملين بالمدرسة هو شبهة احمد الله ان طفلي ذكر حتي لا تلحقه فواتيرى.

صمت انا قليلا وقلت لها اذا جائتك فرصه للزواج هل ستتزوجين ؟

أجابت ساتزوج لأنجو بعمرى من تلك الفواتير اللعينة.

تبدلت ضحكاتنا صمت ونظرنا الي ضفاف النيل

لاقطع انا الصمت الذي خيم علينا واقول لها  هو النيل عكر ولا ده انعكاس حياتنا

تسجيل الايميل

شارك وفكر معانا وابعت تدوينتك