"رابعة" جرح .. لم ولن يندمل
السيسي لم ينقذ مصر من حكم الإخوان كما أشيع و أن لولاه لكنا مثل ليبيا والعراق وسوريا.
فالحق نحن أسوأ كثيرا فبينما أنقذ السيسي مصر من الانزلاق إلى الفوضى، فقد قمع بلا كلل وعذب واعتقل كل معارضيه.
"مش أحسن ما نبقى زي سوريا والعراق"، عبارة يستخدمها بعض مؤيدي السلطة الحالية إلى منتقدي النظام،
تلك العبارة تدليس وتقليل من شأن المصريين فالسبب الحقيقى فيما وصل اليه العراق وسوريا . السفاح بشار والمجرم المالكى .. فهل ما يفعله السيسي من ترهيب واعتقال يختلف كثيرا عما يفعله ،فلماذا يقارننا بسوريا والعراق ولا نُقارن باليابان والصين؟!
لابد من مواجهة أنفسنا ببعض التساؤلات ( هل كان قرار الاعتصام صحيح ؟ الم يفكر الداعون إليه في عواقب القرار؟ الم تصله مؤشرات بأن نهاية الاعتصام ستخلف ضحايا وانهم يواجهون قوة لا يستطيعون مواجهتها؟ من الذي اتخذ قرار الاعتصام؟ لماذا هربت القيادات للخارج وبعضها للداخل ولم يصاب احدهم بخدش؟ هل كانوا على علم بموعد الفض والقوة المواجهة لهم؟ هل تعمدت القيادات خلق حالة ثأر بغطاء ديني بين الشعب والدولة ممثلة بالجيش والشرطة؟ هل القت القيادات بالعامة في التهلكة بمواجهة قوة قاهرة؟ هل كان بالإمكان الاتماع للعقل وفض الاعتصام سلميا؟ هل طرح البرادعي بعض الحلول للبعد عن العنف والقوة؟ هل الاعتصام كان مسلحا كما أعلن قيادات الاخوان وان كان كذلك لماذا لم يصمدوا ويدافعوا عن معركتهم ؟ لماذا اختذلوا شعار رابعة كشعار إخوانى وليس قضية معلن عنها؟ ).
الدماء التى سالت مسئولية الطرفان بلا شك .. مسئولية كل من كان بيده القرار ومشارك فالحكم من أول قيادات الاخوان إلى السيسي ووزير داخليته ومفتى الجمهوريةوعدلى منصور والببلاوى .. الكل مشارك .. الكل يده ملوثة بالدماء .. الكل مُدان .
فض رابعة ولنهضة كما وصفته منظمة العفو الدولية مخالفا للمعايير الدولية ، فلماذا لم يُحاسب المسئولين عن تلك الإبادة الجماعية نعم هى حقاً عملية إبادة. نعم هى جريمة إنسانية لا ولن تسقط بالتقادم ، متى القصاص لضحاياها لتهدأ أرواحهم ونغسل أيدينا وضمائرنا من لعنة دمهم المستباح عدوانا .. القصاص العادل سيتم أجلا أم عالجاً.
