"المرأة" في مجتمعي الذي أنتمي اليه !!

360

عادةً أجد معضلة كبيرة في استيعاب أن المرأة التي كانت في العصور المصرية القديمة تحظى بالتقدير لدرجة كادت أن تصل للتقديس قد وصلت إلى ماعليه الآن ! فالتي كانت قديماً تصل لمرتبة الآلهة اليوم تقع أسيرة تابوهات مجتمعية تمنعها من ممارسة حياتها بشكل طبيعي. تلك التابوهات التي تحاصرها وتحصر دورها شيئا فشيئا في كونها مجرد كائن مكانه المنزل وكل ماتفعله هو السمع والطاعة بكل ما يفرض عليها من محيطها بدءا من افراد اسرتها الى المجتمع ككل. 

أعي انني وغيري من المناديات بكسر تلك التابوهات اننا جميعنا نؤذن في مالطة فقد سبقني لكثيرات بالمناداة بذلك ولم يستجب المجتمع الا في نطاق ضيق جدا وحتى الآن ما تزال الغالبية العظمى اسيرة لتلك التابوهات التي تنمط صور ذهنية بعينها للمرأة.

فنجد اول تابوه محصور داخله المرأة هو تابوه الزواج او التبعية للرجل

فنجد من استغنت ع الزواج يقولون عنها عانس او معقدة ، ومن جربت الزواج وفشلت فيه وصارت مطلقة توضع داخل اطار " الست السافلة" التي تبحث ليلا نهارا عن رجل تعرفه ! حتى ذلك التنميط تخضع له أيضا بعض الأرامل صغار السن

أما التابوه الثاني فهو تابوه الجمال والانوثة

فالمرأة الميلة هي بيضاء فرعاء تميل لأن تكون شقراء وماعدا ذلك غير جميلة تماما او غر مكتملة الانوثة بمواصفات مجتمعنا ، ناهيك عن انحصار الانوثة في كون المرأة خفيضة الصوت وتجيد "سماع الكلام" ولا تغضب اولياء امرها بدءا من أبيها وتخيها وانتهاءا بزوجها لكن المرأة المتمردة تكون منتقصة الانوثة و يزداد التنميط كلما وجدوا مرأة قوية وعملية ويخضعونها لتنميط انعدام الانوثة والجمال!

والتابوه الثالث تابوه الجدعنة فحين تجد امرأة جدعة يقولون عنها "ست بمية راجل" وكأن الجدعنة صفة لصيقة بالرجال دون غيرهم!

اما بخصوص التابوه الرابع فهو تابوه العيب وهذا الأمر كما تعلمون انه أمر شائ في مجتمعنا، فمن تتمرد على أبسط العادات الخاطئة ينعتونها بأبشع الألفاظ هم أصلا غير مدركين الفرق الشاسع بين العيب والحرام. فالعيب هو ما يخالف العادات ويوجد من بينها ما اكل عليه الدهر وشرب أما الحرام فهو المحرم دينيا! هذا الفارق الشاسع لا يستطيعون رؤيته لانه في اغلب الاحيان يكون العيب اشد وطأة من الحرام حيث نجد ان بعض الحرام لا يكون عيبا للرجال!


وختاما لكلامي وليس ختاما للقضية التي مازالت مطروحة ومازال المجتمع يغض الطرف عنها بسبب هاجس التقاليد التي من الطبيعي ان تتطور معنا مادمنا في طور التطور كبشرية تسعى للارتقاء فأنا كل ما اريد من كلامي هذا أن أصحو يوما في مدينتي هذه ، وسط مجتمعي هذا ، وأجد أن معضلة التنميط للمرأة قد انتهت وان تلك التابوهات قد كُسرت تماما. اتمنى أن أجد مجتمعي ناضجا متفتحا واعيا يقدر على الحفاظ على هويته دون ان يكون ظالما لنصف المجتمع الذي انتمي إليه

تسجيل الايميل

شاك وفكر معانا وابعت تدوينتك