فنكوش الثانوية العامة
ل سنة يعيش كل بيت مصري حالة من القلق والرعب من "بعبع" الثانوية العامة ، كل لبيوت في قلق حتى اللي معندوش طالب في الثانوية العامة.. شعور مخيف سيطر على المجتمع كله بفئات المختلفة من مرحلة دراسية قادرة على تحديد حياتك القادمة كاملة أو كما يعتقد البعض، الفزع وصل إلى أن كتير من الناس بلغت نهاية العشرين من عمرها تستيقظ على كابوس امتحان الثانوية.
الهوس والرعب من الوحش اللي صنعه القائمين على الأمر، وعيشوا البيوت المصرية جميعها فيه، يظل مستمر لحد ما يعقد المؤتمر الصحفي الذي يعقده وزير التربية والتعليم لإعلان النتيجة ، بنفسه واللي مفيش دولة في العالم بتعقد مؤتمرًا مماثل له ولا يحدث لإحدى السنوات الدراسية باستثناء الثانوية العاة.
وطبعًا الوحش ساهم في تضخيمه الأعلام المصرى ولا يمكن إنكار دوره في تضخيم الصورة، سواء في متابعة الأمتحانات بشكل يومي أو الأعلان عن الأوئل مع توليفة العناوين الساخنة من نوعية "امتحان الأحياء قضى على أحلام الطلاب" وغيرها.
ومسميات من "مرحلة عنق الزجاجة" ، و"لا صوت يعلو فوق صوت الثانوية العامة" ، مع قائمة من الممنوعات لا نهاية لها وكأنه انتقام من الأبناء بيد الأباء عشان طفحوا الدم من الدروس الخصوصية.
هل فعلًا الثانوية العامة تستحق كل دا؟
الإجابة لا أظن خاصة أن اثانوية العامة لا علاقة لها بتحديد المصير على الأطلاق، لأن نتيجة هذه الرحلة لا تحدد مستقبل أي إنسان ، فلا الانضمام إلى كلية الطب يعني نجاح مطلق ولا دخول كليات القاع مثل الحقوق والتجارة أو المعاهد المتوسطة يعني فشلا ذريعا.
أصبحت المرحلة دي تجارة بيستفاد منها وحوش الدروس الخصوصية، والكليات الخاصة والمعاهد، ومرتشين الكنترول، الأعمال والمراقبين، حد أن تم أقحامها واستغلالها سياسيًا فيظهر علينا شاومينج المسرب المجهول ليوضح فشل الوزارة من تسريب الأمتحانات واستغلال الحادث سياسيًا لصالح كل الأطرف والنهاية جيل كامل يدرس ما لا يفيد ليلتحق بما لا يستحق، ويتدرب على مالا يناسب قدرته ومهارته.
الثانوية العامة بتلخص مجموعة من المفاهيم المتوارثة المتخلفة في المجتمع المصري، واللي كانت سبب في انتحار عشرات الطلاب كل سنة، بعد سماع النتيجة أو لصعوبة الأمتحانات وغيره.. ممكن نشوف أوائل الثانوية العامة في السنوات العشرة الماضية أين اصبح وضعهم الأن وهل فعًلا افادوا البلد بالمشاريع والتجارب الناجحة أم أصبحوا موظفين بيزودوا من البيروقراطية اللي خربت المجتمع.
